الحياة الأبدية
السؤال:
ما هي الحياة الأبدية؟
الإجابة:
في الأناجيل الإزائية، أي إنجيل متى، ومرقس، ولوقا، نرى يسوع ينادي بملكوت الله، إلا أنه يتلقى هذا السؤال من رجل ناموسي: مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟ ويبدأ المسيح في الإجابة على هذا السؤال من حيث هوية من سيختبرون قيامة الحياة. وفي هذا نجد ما يفيد بأن الحياة الأبدية هي ما سيتم في القيامة الأخيرة، وفي الدينونة الأخيرة، من هم الذين سيختبرون خلاص الله وتحريره في اليوم الأخير؟ ونرى ذلك المعنى أيضًا في لوقا 18 حيث قال بطرس ليسوع: هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ (عائلاتنا وبيوتنا) وَتَبِعْنَاكَ. فيرد يسوع على هذا بقوله: لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتًا أَوْ وَالِدَيْنِ ... ليتبعني مِنْ أَجْلِ مَلَكُوتِ اللهِ، إِلاَّ وَيَأْخُذُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً... وَفِي الدَّهْرِ الآتِي، الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. وهكذا يبدو هنا أيضًا أن المسيح يتحدث عن الدينونة الأخيرة، والخلاص الأخير، أي معاينة السماوات الجديدة والأرض الجديدة. لكن اللافت للنظر أن هذا المفهوم الخاص بالحياة الأبدية يصير أكثر بروزًا ووضوحًا في إنجيل يوحنا، إذ نرى فيه الإشارة لملكوت الله بصورة أقل، مع تزايد حديث المسيح عن الحياة الأبدية ليس من جهة الخلاص الأخير للحياة المقامة في السماوات الجديدة والأرض الجديدة فحسب، فهو يذكر هذا بالفعل، لكنه في يوحنا 5 ويوحنا 6 يقول: كل من يؤمن بالابن، وكل من يؤمن بكلامي، وكل من يثبت فيَّ يعاين الحياة الأبدية في الحال. وهكذا، نستخلص من إنجيل يوحنا معنى البدء في الاشتراك الفعلي في ملكوت الله هذا، وفي هذه الحياة الجديدة، بينما في الأناجيل الإزائية يختلف هذا المعنى قليلًا.
الدكتور جريجوري ر. بيري هو أستاذ مشارك للعهد الجديد ومدير مبادرة خدمة المدينة في كلية كوفيننت للاهوت في مدينة سانت لويس، بولاية ميزوري.